سلمان ناطور-نلتقي في مجد الكروم يوم الجمعة:حقوقنا الثقافية، ممن وكيف؟ - مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل

سلمان ناطور-نلتقي في مجد الكروم يوم الجمعة:حقوقنا الثقافية، ممن وكيف؟

شارك مع أصدقائك

 اليوم الدراسي الذي ينظمه مركز مساواة بالتعاون مع جمعية المنار في مجد الكروم (الجمعة القادم 4.10.2013) ، يأتي استمرارا لسلسلة فعاليات ضمن مشروع "الثقافة الفلسطينية- حقوق وفضاءات" وهي تهدف إلى تنشيط الحياة الثقافية في قرانا ومدننا ونقل الفعل الثقافي من الهامش إلى المركز.

ما الذي سيطرح في هذا اليوم ولماذا؟

سبقه في شهر ايلول الماضي نشاطان مميزان ، بحجم أصغر من اليوم الدراسي لكن بفكرة كبيرة وحوار عميق. التقينا في مسرح السرايا في يافا، كوكبة من المبدعات والمبدعين حول طاولة (بالصدفة كانت مربعة وليست مستديرة- لم نوهم أنفسنا باننا نستطيع ان نربع الدائرة ولكن هذا ما حصل) وناقشنا الثقافة الفلسطينية في سياق النقد والاعلام، وقيل في القعدة كلام على غاية من الأهمية حول غياب النقد والتغطية الإعلامية المهنية للحدث الثقافي وخرجت افكار الندوة إلى الملأ ليتواصل النقاش والحوار وتطرح الاسئلة: هل يمكن ان تنشا حركة ثقافية فاعلة دون حركة نقد تواكبها؟ هل المراسل الذي يغطي في وسيلة اعلامه حوادث الطرق وتعبيد الشوارع في قريته، هو الذي يغطي المهرجان الثقافي والامسية الادبية؟ اين الملاحق الادبية واين المجلات الثقافية؟ هذه الاسئلة تتطاير في فضائنا الثقافي وعلينا ان نجيب عليها وأن نتحمل مسؤولياتنا تجاه شعبنا ومجتمعنا وقضيتنا وانسانيتنا.

والتقينا في النشاط الثاني في حيفا بالتعاون مع اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل في امسية عن الادب الساخر؟ لماذا الادب الساخر في هذا الظرف؟ اجبنا على هذا السؤال او حاولنا وبحضور وزير الثقافة الفلسطيني ومجموعة كبيرة من المبدعين والمثقفين وقلنا: في هذه الظروف بالذات نحن بحاجة إلى السخرية لأنها افضل نقد للواقع ولأنها تبعث ليس فقط على المرح بال على التفاؤل ايضا ولأنها سلاح من لا يملك سلاحا ولأنها جزء اصيل من تراثنا الثقافي ومن حكايتنا وروايتنا التاريخية وحتى جيل النكبة الذي رأى الموت بعيونه يلجأ إلى سخرية سوداء وجارحة عندما يحكي عن جرحه، فما بالك بعصر تكثر فيه المهازل والمساخر ؟

تحدثنا في هذه الأمسية عن تقاليدنا الأدبية الساخرة قبل النكبة وبعدها، عن الصحافة التي سميت هزلية ولكنها كانت موجعة ولانها كذلك اغلقها المستعمر والحاكم العسكري فبدلت أسماءها: أبو شادوف، والعصا لمن عصى، والحمارة القاهرة، ولبيط الحمارة، وجراب الكردي وحتى المهماز التي تجدد صدورها لعام واحد في 1986، وتحدثنا عن تراث شعري وقصصي تركه من سبقنا ممن عانوا ظروفا لا تقل قساوة.

نعم سنسخر من هذا الواقع إلى ان نهزمه.

أين الثقافة على رأس سلم الاولويات؟

مشروعنا الثقافي لم يؤسس على اجوبة بل على اسئلة الثقافة الصعبة، مثل:

 أية ثقافة نريد؟ ما معنى الثقافة؟ ما هو دور الثقافة في الحياة الاجتماعية والسياسية؟ لماذا نحتاج إلى الثقافة؟ ما هي مسؤوليتنا تجاه ثقافتنا؟ ما هي مسؤولية مؤسساتنا؟ المؤسسات المركزية؟ المؤسسات المحلية؟ هل هي شان المثقفين فقط؟ كيف نتقدم بشكل طبيعي في واقع غير طبيعي؟ هل الثقافة هي فعل مقاومة؟ ماذا نعني بالثقافة الوطنية؟

نحن لا نوهم احدا بأننا نملك اجوبة على أي من هذه الاسئلة ولكننا نوقن تماما أن البحث عن اجوبة صحيحة لا بد أن يمكننا من العثور عليها، ولهذا السبب فان أيامنا الدراسية المقبلة سوف تطرح الاسئلة.

قد يدعي من يدعي ان في هذا المرحلة "الكل مشغول بالانتخابات المحلية."

 صحيح، ولكن اليس ضروريا ان تكون الثقافة جزء من انشغالنا في هذه الانتخابات؟

لماذا لا نشغل المرشح لرئاسة السلطة المحلية أو حتى للعضوية بالهم الثقافي؟

لماذا لا تدرج الثقافة في البرنامج الانتخابي لكل مرشح؟

تعقد اجتماعات شعبية وتتطاير في الفضاء وعود وتعهدات وتتكسر سلالم الاوليات وبخاصة رؤوسها (راس سلم الاولويات) فاين تتكسر الثقافة؟ ثم في كم سلطة محلية توجد دائرة خاصة بالثقافة وبند خاص في الميزانية؟

عشية الانتخابات سنحاور في مجد الكروم رؤساء مجالس ومرشحين وسنطالبهم حتى في الحملة الانتخابية بان ينظموا مهرجانات لا تستخدم الثقافة مثل الغناء والموسيقى والرقص والفيديو بل تخدم هذه الثقافة ان يقف مرشح في مهرجان لانتخابه ويقول امام الناس: اتعهد بان ابني مسرحا وان أقيم جوقة وفرقة رقص وغاليري وأن أثري طلابنا بسلة ثقافية شاملة تعطي كل طفل وطالب فرصة لتلقي وجبة ثقافية واحدة على الاقل في العام الدراسي الواحد.

وعشية الانتخابات سنفسح المجال لما هو جميل ومشجع في مجتمعنا: المبادرة الفردية لخلق حالة ثقافية. سيقف امام الجمهور كوكبة رائعة من مبدعينا وناشطين ثقافيين لم ينتظروا المؤسسة لتغدق عليهم كي يحركوا الحياة الثقافة بل بلا دعم او مع القليل القليل الذي بين ايديهم لكن مع الكثير الكثير من طاقتهم وجهودهم وارادتهم وحبهم لمجتمعهم ، اجترحوا فعلا ثقافيا رائدا ورائعا. سيتحدثون عن تجربتهم /هن (مشرف جدا ان العدد الاكبر هو من النساء).

أينما تحضر الثقافة تهرب الهمالات

 

 هذا واحد من شعاراتنا في المشروع الثقافي، هل نحتاج إلى جهد فكري وبلاغي لكي نثبت صحة هذه المقولة؟

العنف الذي يستشري في مجتمعنا، هل نعتمد على الشرطة كي تعيد الامان إلى حياتنا؟

هل نعتمد على سلطة أكل الدهر عليها وشرب، احترام كلمة الاب والجد وكبير العيلة والوجيه وصاحب الجاه؟

هذه المفاهيم كانت سائدة في ثقافة المجتمع القروي الفلاحي الصغير ولكنها تفقد مفعولها في ثقافة الانترنت والتلفزيون والانفتاح على العالم، فلا يبقى لنا وعلينا إلا ان نؤسس مشروعنا الثقافي الوطني العصري والحداثي على  توظيف هذه الادوات لخلق ثقافة راقية نافعة ومبدعة وتسهل على الجيل الناشيء فهم العلاقة بينه وبين جيل الاباء، وان يكون محررا من قيود الفكر القبلي والتعصب العائلي والطائفي والديني والقومي.

هنا تدخل الثقافة بكامل قوتها ومضامينها الانسانة والوطنية والتقدمية وهذا ما سنحاول تحقيقه عبر مشروعنا الثقافي، وسنتحدث عنه في مجد الكروم.

واخيرا! مشروعنا الثقافي يهدف إلى نقل خير ما في ثقافتنا إلى العالم ونقل خير ما في ثقافة العالم إلينا.

عن هذا،  في يومنا الدراسي الثاني الذي سيعقد في المثلث في 31.10.2013.

نلتقي اولا في مجد الكروم يوم الجمعة 4.10.2013  في المركز الجماهيري من الساعة العاشرة صباحا وحتى ما بعد الغداء وجلسة مثيرة وتلخيص.

 �        الاديب سلمان ناطور، مديرمشروع الثقافة الفلسطينية- حقوق وفضاءات في مركز مساواة.

 

اشترك في القائمة البريدية
ادخل بياناتك لتبقى على اطلاع على اخر المستجدات
ارسل