مجزرة نتان زاده نتيجة تحريض ممنهج من قبل اليمين المستوطن - مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل

مجزرة نتان زاده نتيجة تحريض ممنهج من قبل اليمين المستوطن

شارك مع أصدقائك

مجزرة نتان زاده نتيجة تحريض ممنهج من قبل اليمين المستوطن

 

معايير مزدوجة بتطبيق القانون

 

جعفر فرح

تحل اليوم الذكرى السنوية لمجزرة شفاعمر العنصرية التي نفذها الجندي المستوطن نتان زاده وراح ضحيتها 4 مدنيين وأصيب خلالها 12 مدني داخل حافلة باص رقم 165. علينا التذكير بخلفية هذه المجزرة العنصرية التي استهدفت مجتمعنا خلال صراع سياسي لمنع الانسحاب الإسرائيلي من غزة وشمال الضفة الغربية. فالتحريض علينا من قبل مؤسسات الاستيطان، قبل وخلال وبعد الانسحاب، تحول الى أعمال عسكرية ذهب ضحيتها مدنيين عرب مسالمين.

 

تجند نتان زادة للخدمة العسكرية بشهر يناير 2015 ونفذ المجزرة بسلاحه الذي استلمه من الجيش الإسرائيلي. وقد أعلن عن مواقفه السياسة قبل تنفيذ المجزرة وبرسالة تركها بمعسكره يوم 14.6.2015. وقد أكدت عائلته لاحقا انها توجهت للجيش وحذرت من تصرفاته ومواقفه ولكن الجيش لم يقوم بالجهد المطلوب في البحث عنه ومصادرة سلاحه العسكري الذي استخدم لاحقا لتنفيذ المجزرة.

اتضح لاحقا ان نتان زاده قد تواجد داخل مستوطنة "تفوح" في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967 والمعروفة بكونها معسكر تدريب لمجموعات الإستيطان المتطرف. وقد خرج نتان زادة من المستوطنة وتوجه الى محطة الباصات المركزية بمنطقة حيفا "همفراتس" واستقل باص رقم 165 وانتظر حتى دخوله لأحد أحياء شفاعمر ليطلق النار على المسافرين العرب.

وقد قتل أربعة مدنيين هم:

•        ميشيل بحوث – سائق الباص

•        هزار تركي

•        دينا تركي

•        نادر حايك

 

وواصل اطلاق النار على المتواجدين داخل الباص وأصاب 12 شخص يعاني جزء كبير منهم نتيجة إصاباتهم حتى اليوم. وقد قامت مجموعة من أهالي شفاعمر بالسيطرة على نتان زاده وقتل بنهاية المواجهة.

قامت الشرطة وجهاز الامن العام بملاحقة أهالي شفاعمر والتحقيق مع اكثر من 12 متهم بتهمة الاعتداء على نتان زادة وقدمت 7 منهم للمحاكمة. ونجحت النياية العامة بإدانة 7 اشخاص بعد التحقيق معهم وملاحقتهم قضائيا لسنوات وارسلتهم الى السجن الفعلي وهم:

•        منير زقوط , 27 عام, 8 اشهر وقف التنفيذ

•        نعمان بحوث, 37 عام , سجن فعلي لفترة 24 شهر

•        اركان كرباج , 27 عام, سجن فعلي لفترة 11 شهر

•        باسل قادري, 35 عام, سجن فعلي لفترة 24 شهر

•        باسل خطيب , 29 عام , سجن فعلي لفترة 20 شهر

•        فادي نصرالله , 40 عام, سجن فعلي لفترة 18 شهر

•        جميل صفوري ,  49 عام, سجن فعلي لفترة 24 شهر

 

وللمقارنة قمنا بفحص عدد من ملفات العمليات العسكرية التي نفذت ضد يهود وفحصنا سياسة التحقيق والنيابة العامة وقرارات المحاكم ونورد فيها يلي الامثلة التالية:

 

بهبتوم زريهو

 

تابعنا ملابسات ملف قتل بهيتوم زريهو من قبل مجموعة يهودية بمحطة باص بمدينة بير السبع عام 2015 . فعلى الرغم من ان المقتول لم يكن له علاقة بعملية عسكرية نفذت بالمحطة المركزية الا ان مجموعة من المسافرين بينهم رجال أمن اعتدت عليه وقتلته. وتم توثيق عملية الاعتداء عليه وقتله بكاميرات المراقبة.

أدانت المحكمة فقط شخصين بتهم الاعتداء ضمن صفقة ابرمت مع النيابة العامة وبرأت المحكمة شخصان أخران من كافة التهم. وقد حكم عام 2018 على دافيد مويئيل بالعمل لصالح الجمهور وعلى ابيتار دمري السجن الفعلي فقط لمدة 4 اشهر وبرأت المحكمة يوم 20.7.2020 الجندي يعقوب شمبي وضابط سلطة السجون رونين كوهين.

 

محمد عبد اللطيف

قررت الشرطة والنيابة العامة عام 2019 اغلاق ملف التحقيق بقضية قتل محمد عبد اللطيف على مفرق حواره من قبل المستوطن يهوشاع شيرمان وسائق شاحنه أخر. ويتضح من فحص الملف ان شيرمان ادعى ان عبد اللطيف حاول الاعتداء عليه بسكين وهو داخل سيارته. خرج شيرمان من سيارته وانضم اليه سائق شاحنة مستوطن وأطلقا وابل من الرصاص على محمد عبد اللطيف وقتلاه. لم يتم تقديم لائحة اتهام بحقهما ودافعت النيابة العامة عنهم بحجة الدفاع عن النفس.

 

تلخيص

سبق عملية نتان زادة العنصرية حملة تحريض استهدفت الشعب الفلسطيني عامة والمجتمع الفلسطيني في الداخل وقيادته السياسية على خلفية قرار ارئيل شارون تنفيذ الانسحاب من غزة وشمال الضفة واخلاء المستوطنين. تمت عمليات التحريض داخل المستوطنات وأروقة الكنيست ووصلت الى مظاهرات حركات "كاخ" و"لهابا" داخل البلدات العربية مثل ام الفحم ومدينة يافا مؤخرا. قد تحدث اعتداءات مماثلة في المستقبل وعلينا العمل على منعها والتحذير منها فالاجواء التحريضية والعنصرية ما زالت قائمة.

لاحقت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شباب شفاعمر الذين هبوا للدفاع عن عائلاتهم بهدف خلق حالة ردع مستقبلية داخل المجتمع العربي لمنع التصدي لمحاولات اعتداء عنصري على مجتمعنا.  

شرعنت مؤسسات التحقيق والنيابة العامة عمليات قتل المدنيين العرب على خلفية عمليات عسكرية نفذها فلسطيني وتساهم المحاكم بسياسة المعايير المزدوجة عند إعدام فلسطيني وحتى مهاجرين.

علينا ملاحقة هذه القضايا برلمانيا واعلاميا وشعبيا لحماية الناس من التحريض والاعتداءات العنصرية.

اشترك في القائمة البريدية
ادخل بياناتك لتبقى على اطلاع على اخر المستجدات
ارسل