تصريح ترامب محاولة لانتزاع قلب الفلسطينيّ وحقوقه وهويّته - مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل

تصريح ترامب محاولة لانتزاع قلب الفلسطينيّ وحقوقه وهويّته

شارك مع أصدقائك

افتتحت المؤتمر منسّقة البرامج في مركز مساواة وعضو بلدية حيفا، عرين عابدي، قائلة "تسعى هذه الحكومة بشكل تعسّفيّ، منهجيّ وغير أخلاقيّ إلى اتّخاذ إجراءات تعزّز من الواقع التّمييزيّ ضدّ المواطنين العرب، وإلى النّيل من مقوّمات وجودهم في أرضهم. إزاءَ هذا الواقعِ ما الذي ينبغي علينا أن نفعلَه. ما هي الأدوات التي بأيدينا؟ هذه الأسئلة كانت وتبقى في صلبِ أيّ مؤتمر جدّيّ يطرحُ قضيَّتَنا كجماهير عربية في وطنِها الواحد الأوحد. 

"في المقابلِ من وصفِ حالتِنا هذه، باتَ من الضرورةِ بمكانٍ أن نعملَ على إعدادِ برنامجِ عملٍ وطنيٍّ جامعٍ للقوى السياسيةِ والاجتماعيةِ والدينيةِ بهدف تطوير مركزٍ سياسيٍّ قويّ للجماهيرِ العربيةِ يتمّ التعاملُ معه في العلاقاتِ الداخليةِ ومع الأغلبيةِ اليهوديةِ والمجتمعِ الدوليِّ ككلّ.

"وفي ظلّ التشريعاتِ العنصرية الحاليّةِ، ما هو شكلُ المشاركةِ السياسيّةِ الأفضل، وكيف نرى إلى خيارات التّحالفاتِ الممكنة؟ ما هي المعادلةُ الأنسبُ لخوض نضالِ جماهيرنا على النّحو الأفضل، ولممارسةِ دورنا الفعّال.

"وما هي العلاقة الأفضلُ التي يمكننا أن نطوّرها بيننا وبين أنفسِنا كشعبٍ واحد على شتّى المستويات. فالسّلطة الفلسطينيةُ معنيّة بتطوير آليات التعاون الاقتصادي والتعليمي والسياحي والثقافيّ. خلال الحلقة الحواريّة المخصّصة لهذا الموضوع، ستتمّ مناقشةُ السبلِ القانونية والسياسية لضمان التبادل الاقتصادي والثقافي والتعليمي العادل بين الداخل والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967.

"بعدَ أقلّ من سنةٍ من اليوم ستُجرى انتخابات السلطات المحليّة في البلاد. في الحلقة الحوارية الثالثة من هذا المؤتمر ستتمّ مناقشة المسؤوليات القانونية والأخلاقية في عمل السلطات المحليّة، في ظلّ التمييز الذي تعانيه هذه السلطات والمتمثّلِ أساسًا في شُحِّ الميزانيات، وتجاهل احتياجات المواطنين العرب في مجال البناء والصناعةِ والمنشآت والخدمات وغير ذلك".

ثم تحدّث د. صبري صيدم، وزير التربية والتعليم الفلسطيني عن اهمية كون المؤتمر جامعًا للطرفين الفلسطيني بين طرفي الخط الاخضر، وعن تصريح ترامب حول القدس كعاصمة لدولة اسرائيل حيث قال إنه محاولة لانتزاع قلب الفلسطيني وحقوقه وهويته وبقاء هذا الشعب على هذه الأرض، ان كان في غزة، في الشتات، في الداخل او في القدس والتي أكد أنها قضية محورية، وأن الحقوق هي ليست حقوق المواطن الفلسطيني في الداخل فقط وانما حق الشعب الفلسطيني برمته وحقه بالبقاء والحفاظ على هويته. هذا التصريح هو تصريح المأزومين، نتنياهو الذي يحارب القضاء في اسرائيل في ظل أزمته البرلمانية وترامب الذي يعاني من تدهور كبير لدى شعبه، فبحث عن هذا الخطاب حتى يقول أمرين رئيسيين: الأول هو أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي اتخذ قرارًا بهذه القضية فدخل التاريخ من باب إهانة الشعب الفلسطيني والأمة الاسلامية التي تزيد عن مليارين، وأنه نفذ الوعد الذي التزم به أثناء حملته الانتخابية. نحن كفلسطينيين أجمع لدينا خياران، إما أن نجلس ونفكر بطريقة منطقية ونحاول البحث عن كيفية التعامل مع هذا التصريح وذلك بانتفاضتنا، أي مقاومتنا عبر البقاء والتمسك بهذه الارض والتغلب على ازماتنا الفصائلية والسياسية والانتماء لشعب واحد رغم اختلافاتنا، وقضيتنا اليوم هي السؤال ماذا نفعل؟ وذلك ليس بالشعارات والوعود والهتافات وإنما وحدتنا لوحدنا.

وتحدث صيدم عن المصالحة ما بين فتح وحماس بعد انقسام دام 11 سنة وأيضا عن دور السياسيين من هذه الاحزاب في استغلال الاعلام للتفريغ عن وعود وهتافات فارغة، بدل ذلك يجب المطالبة بالعمل الميداني والشعبي والخروج الى الشوارع واعادة النظر بآلية عملنا الوطني والاكتفاء من اللوم والتشهير للبعض بالبعض. وتحدث أيضا عن الأفكار والآراء التي يتناولها أبناء الشعب الفلسطيني بالحديث عن حل الدولة الواحدة التي يرفضها اليمين الصهيوني وعن أسلوب اسرائيل بالرد على انها عنصرية تجاه العرب بقولها أن كل مؤسساتها الحكومية وغير الحكومية تعج بالعرب لتبين انها ليست عنصرية. وأكد أن التواصل بين الفلسطينيين بين اطراف الخط الاخضر قد يأتي بالثمار الاقتصادية والثقافية والسياحية والرياضية والموسيقية وغيرها.

وناقش د. صبري صيدم مسألة التعليم العالي لعرب الداخل في الجامعات الفلسطينية ولجوء الشباب الى التعلم في جامعات خارج البلاد والمشاكل التي تواجههم والدعم الذي يجب ان يحصلوا عليه في الخارج، مؤكدا أن جامعات فلسطين لها القدرة على استيعاب عدد كبير من الطلاب الفلسطينيين في الداخل، ووجه رسالة للشباب بالقدوم والتعلم في الجامعات الفلسطينية وسنقدم لهم الدعم المالي والمعنوي والارشاد المطلوب لسوق العمل. وتحدث أيضا عن موقف الفلسطينيين من اوسلو والشراكة الدولية وأنه لا يكفي للدول انتقاد ورفض تصريح ترامب وانما الوقوف والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وضرورة عمل المواطنين على تدوين التاريخ الفلسطيني وتوثيق احداثه. ودعا الى تنظيم زيارات بين مدارس طرفي الخط الأخضر والعمل على تطوير مناهج تعليم فلسطينية موحدة لمدراسنا ولطلابنا، وتبادل الثقافة والفنون بيننا واستضافة الفرق والجوقات الفلسطينية والاوركسترا الفلسطينية المتكونة من اطفال ذوي اعاقة للعرض داخل الخط الاخضر.

ثم تلاه رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، فأكد ان رسالة مركز مساواة خلال المؤتمر السنوي للمكانة القانونية لأبناء شعب لديه نقاط التواصل والتقاطع كثيرة عن طريق طرح قضية المكانة القانونية وهي قضية ليست بحثية او نظرية فقط، وانما تتصل بكل شيء. وتحدث بركة عن دور لجنة المتابعة في المرافعة الدولية والتفاعل والتكامل بين مؤسسات المجتمع المدني ولجنة المتابعة كأمر في غاية الأهمية.

وعن عمل لجنة المتابعة مع طواقم يعمل على الرأس المالي البشري العامل في مواضيع عدة كالأرض والمسكن والتعليم والصحة والعمل الاهلي والجمعيات والثقافة وغيرها. وأكد بركة "التفاعل بين القيادة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والقدرات البشرية في مجتمعنا هو تفاعل مصيري ونحن نأمل ان تكون لدينا مرجعية علمية مهنية بحثية لكل عملنا السياسي. المأسسة الحقيقية للجنة المتابعة هي ايجاد مساحات التفاعل بين مكونات المجتمع المختلفة من أجل خلق تكامل عضوي في القرار السياسي وفي الرؤيا المهنية والعلمية في عملنا". مشروع آخر يتصل بموضوع اللقاء هو ما اسميناه اليوم العالمي لإيداع حقوق الفلسطينيين في الداخل ويتصل بموضوع المرافعة القانونية ويجب ان يشكل رافعة للوصول الى المجتمع الدولي. ونريد ان نطور مساحات جديدة في الاطار الاكاديمي والاهلي. هذه السنة سنركز على موضوع قانون القومية وتأثيره على مستقبل ومكانة وحياة المجتمع الفلسطيني في اسرائيل. ولكي نناضل من اجل حقوقنا كمجتمع فلسطيني يجب اولا النضال من اجل انهاء القصور والنقص في داخل مجتمعنا الفلسطيني والنضال من اجل اطلاق العنان للطاقات الهائلة الرائعة الموجودة في مجتمعنا.

وحول تصريح ترامب قال بركة "بأنه أخذ السياسة للقداسة ثم القداسة للسياسة حين حاول تبرير القرار بمسوغاته، هذا القرار ليس قرارًا محتوما للخط الاخضر، ويجب على خبراء مؤسسات المجتمع المدني العمل على محاربة هذا القرار وغيرها من القرارات  التي تشكل اقرارا لعنوان وعد بلفور: "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية
ادخل بياناتك لتبقى على اطلاع على اخر المستجدات
ارسل