آذار الثقافة 2014:
محطة؛ فلسفة مشروع ثقافي وهوية شعب
بقلم سلمان ناطور
برجوع سريع إلى آذار الثقافة 2014 لا بد أن نلاحظ أمرا برز بشكل واضح في مشاهد هذا الشهر الثقافية وهو اننا أثبتنا، نحن الفلسطينيين في الداخل، أن جبهتنا الثقافية حصينة وغنية، ومدركة للعقبات والمعيقات الخارجية والداخلية، ومتحدية لها. وهي لا تزال ثقافة مقاومة تتمسك بجذورها التاريخية، امتدادا للثقافة القومية الفلسطينية التي ازدهرت قبل النكبة والتي انبعثت من جديد بعدها، وفي الوقت نفسه تتجدد بادواتها الفنية وتتنوع وتزدهر وتنتشر محليا وعالميا.
موسم "آذار الثقافة 2014" شهد تنظيم أكثر من 80 حدثا ثقافيا في أكثر من ثلاثين قرية ومدينة عربية في الداخل من أعالي الجليل وحتى النقب مرورا بالكرمل والساحل والمثلث، شارك فيها واستفاد منها الآلاف من أبناء شعبنا، وقد شاركت في تنظيمها، أكثر من 40 مؤسسة أهلية وثقافية وبلدية عملت بالتنسيق مع طاقم آذار الثقافة، وعقدت هذه الفعاليات في قاعات المراكز الثقافية والمسارح والمدارس والمكتبات كما شهدت بعض المواقع عروضا في الشوارع والساحات .
الثقافة، مشروع جماعة وعطاءات أفراد
لسنا وزارة ولا مؤسسة راعية للثقافة، بل نحن مشروع للحراك الثقافي، للمبادرة والحث والتشبيك والتنقيب عن مصادر وعن طاقات وكنوز، ونؤمن بأن الثقافة هي مشروع الجماعة لكنه يتشكل من عطاءات الافراد. هو البيدر الذي تجتمع فيه غمار الحصادين. ومهما لمعت عبقرية الفرد فلا يمكن ان تواصل تألقها في معزل عن الجماعة التي تأخذ منها وتمدها بالطاقة وإلا خبت، ولذلك فان من اسس عملنا في آذار الثقافة ان تلتقي المؤسسات والافراد لتعمل وتنتج، وان يوضع حد لعلاقات تناحرية بين المؤسسات او صراعات شخصية بين المبدعين، وان تكرس الجهود لأهداف وحدوية لا انفرادية ولا انعزالية، وقد لمسنا ذلك بشكل رائع في عدد من المدن والقرى، على سبيل المثال لا الحصر: مدينة طمرة وقريتي ابو سنان ودير حنا.