ندوة معاهد التعليم العالي والجامعات: حيز للحوار والتأثير في مؤتمر التعددية الثقافية والقومية. - مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل

ندوة "معاهد التعليم العالي والجامعات: حيز للحوار والتأثير في مؤتمر التعددية الثقافية والقومية.

شارك مع أصدقائك

تحويل معاهد التعليم العالي والجامعات الى حيز للحوار والتأثير على المواقف السياسية والاجتماعية

أوصت ندوة "معاهد التعليم العالي والجامعات" في مؤتمر التعددية الثقافية والقومية الى أهمية تشجيع الطلاب والمحاضرين الى توفير حيز للحوار بهدف التأثير على المواقف السياسية والاجتماعية بين الطلاب والمحاضرين بالاضافة الى ضمان منالية التعليم ورفع نسبة المحاضرين العرب في معاهد التعليم والبحث العلمي.

افتتحت الجلسة المحامية عالية زعبي حول أهمية توفير حوار ناجع حول الشراكة الحقيقة في معاهد التعليم العالي, وتطرقت ايضًا لردود الفعل العالمية حول الحرب الجارية في غزة خصوصًا ما يحدث في الجامعات الأمريكية من قمع وتهديد للطلاب المعارضين للحرب، ثم أشارت الى ما طال الطلاب والمحاضرين والمحاضرات العرب من التحريض والملاحقات في الجامعات الاسرائيلية منذ بداية الحرب من قبل إدارات الجامعات ومجموعات يمينية متطرفة داخل الحرم الجامعي.

ودعت د. ياعيل بردا، الأكاديمية المتخصصة في الدراسات الاجتماعية، في مداخلتها إلى إعادة النظر في مفاهيم حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، مشيرة إلى أن "حرية التعبير قد تبدو سوداوية في الجامعات لكنها ليست معدومة، بل مقيدة بحجة "النظام"، مما يؤدي إلى صمت خانق يصعب معه طرح مواقف مناهضة للوضع الراهن". وأضافت بردا في تصريحاتها أن "الاعتقالات الأخيرة للطلاب الفلسطينيين تسلط الضوء على مشكلة أعمق، مما يشير إلى أن الانقلاب القانوني قد حدث بالفعل". وتناولت بردا الصراع الدائر بين القوى التي تعتبر نفسها "ديمقراطية" ولكنها تسعى الى تجاهل عواقب الحرب والاحتلال وحذّرت من تهميش المجتمع الفلسطيني في الداخل من التغييرات الجذرية التي ستؤثر على مستقبلهم ومستقبل المنطقة.

أما مداخلة البروفيسور رياض اغبارية المحاضر في جامعة بئر السبع، فقد شملت الإشارة إلى الأوضاع المقلقة داخل الجامعات الإسرائيلية، مؤكدًا على أن هذه المؤسسات تتقاعس عن تعزيز المبادئ الأساسية مثل المساواة وحرية التعبير، والمعايير العالمية لحقوق الانسان. بدلاً من ذلك، يوجد توافق ضمني من قبل السلطات الأكاديمية مع الرواية الحكومية، وهو ما يتعارض مع حقوق الطلاب الأساسية. وشدد اغبارية على أن تسليح الطلاب الجامعيين داخل هذه المؤسسات يهدد مجموعات قومية معينة، مما يعرقل فرص التغيير الإيجابي ويعيق المسيرة التعليمية|. ودعى الى تعميق التعبئة السياسية وأهمية التنظيم الهادف إلى التغيير بين الطلاب والمحاضرين، وخصوصًا العرب منهم، لتحدي التمييز المنتشر داخل مؤسسات التعليم العالي".

وقد شاركت بالندوة أيضاَ الدكتورة أولغا أورلوف، الأكاديمية المختصة في الشؤون الإسرائيلية، والتي أكدت على تعددية الأصوات داخل الجامعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الأكاديمية الإسرائيلية لا تزال قائمة لكنها ليست متجانسة. وتابعت أورلوف بالقول إن "الروايات وعمق التغطية في المحاضرات يختلف بشكل كبير من أستاذ لآخر، مما يعكس التنوع الفكري ولكن أيضًا يسلط الضوء على التحديات في توحيد المعايير الأكاديمية." ودعت أورلوف إلى نهج أكثر شمولية يضمن تكافؤ الفرص في التعليم العالي ويعزز التعددية الثقافية داخل الحرم الجامعي.

أشار الأكاديمي صالح اغبارية، مركز الجبهات الطلابية، إلى مشاكل جوهرية تواجه الطلاب في الجامعات الإسرائيلية، مقتبساً معطيات وفقًا لاستطلاع شمل 800 طالب عربي، تشمل كَون "الطلاب يعيشون في حالة من الخوف، وفشل المؤسسات المسؤولة عن حمايتهم وأداء واجبها بتوفير ظروف التعلم والعمل الاكاديمي والبحثي، وموضوع سعي إدارات الجامعات إلى ملاحقتهم". كما نبّه إلى المشكلة المتفاقمة المتمثلة في التسليح المفرط وانتشار الأسلحة داخل الحرم الجامعي، الأمر الذي بات النهج الأبرز للعديد من الحركات الطلابية اليمينية. وأضاف أن "المشكلة لا تقتصر على العرب واليهود بل تتجاوز الانتماء العرقي، حيث يواجه الطلاب اليهود أيضًا عقبات عند معارضة الرواية السائدة". وأكد اغبارية على ضرورة التعامل مع هذه التحديات بشكل جاد لضمان بيئة أكاديمية عادلة لجميع الطلاب.

صرحت البروفيسور لاريسا فيالكوفا، من قسم الأدب العبري والدراسات المقارنة في جامعة حيفا، بأهمية السماح بكتابة الأوراق البحثية التي ترتبط بالتجارب الثقافية. وأوضحت فيالكوفا أنها تستخدم في تدريسها أمثلة وقصص مستوحاة من تجارب مختلف المجتمعات لتقريب الطلاب من بعضهم، مثل تجارب 'عنتر' وقصص الهجرة السلبية للفلسطينيين، مؤكدة على ضرورة تدريس هذه المواضيع.

الناشط الاجتماعي دافيد مارجليت، اهتم بإبراز التحديات الكبيرة في تحريك النشاط العام ضد الحرب، بما في ذلك موضوع إطلاق سراح الرهائن. في محاولة لمعالجة هذه القضية، بادر مارجليت ورفاقه إلى دفع الحوار قدمًا وتشجيع المناقشات حول هذا الموضوع. رغم انها كانت محدودة، تمكنت مبادرتهم من تعزيز التضامن بين الطلاب اليهود، الذين كانوا في طليعة تنظيم هذه الأنشطة، والطلاب العرب الذين شاركوا بكثافة. هذا التعاون بين الطلاب يُظهر أن النشاط الجماعي بين العرب واليهود ممكن ومجدي. كما وأكّدَ مارجليت على أن الأساس لنجاح هذه الجهود يكمن في التزامهم بالمساواة والحرية والبحث عن قاعدة إيديولوجية مشتركة.

في ختام المؤتمر حول التعددية الثقافية والقومية في معاهد التعليم العالي، تم التأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه الجامعات كمنصات للحوار والتأثير الاجتماعي. شدد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون والتفاهم المتبادل بين الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية والقومية. وأبرزوا الحاجة إلى إيجاد أرضية مشتركة ترتكز على قيم المساواة والحرية لضمان بيئة تعليمية شاملة ومحفزة على النمو والابتكار. من خلال هذا التعاون، يمكن للمعاهد الأكاديمية أن تكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي ومعالجة القضايا السياسية والاجتماعية الملحة بفعالية أكبر في حالة تكاتف الطلاب وبناء حراك طلابي قوي بالشراكة مع محاضرين عرب ويهود تقدميين..

يمكن مشاهدة المؤتمر على الرابط التالي :

https://youtu.be/XgEDTaiqBDg?si=kzwpnP54a8KHW2y0

اشترك في القائمة البريدية
ادخل بياناتك لتبقى على اطلاع على اخر المستجدات
ارسل