فجوات في الاستثمار في الجهاز التربوي العربي الحيفاوي - مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل

فجوات في الاستثمار في الجهاز التربوي العربي الحيفاوي

شارك مع أصدقائك

بقلم: جعفر فرح - مدير مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب

 

تفتتح المدارس العربية ابوابها في مدينة حيفا يوم الاثنين لتستقبل الطلاب والطالبات لتمنحهم المعرفة والمهارات للنجاح في الحياة المهنية والشخصية. وبهذه المناسبة نتمنى النجاح للطلاب والطالبات وعائلاتهم.
هناك عدد من القضايا التي تستحق تسليط الضوء عليها حول وضع جهاز التعليم العربي في حيفا. حيث يدرس اكثر من 70% من الطلاب العرب في المدارس الأهلية بتمويل جزئي من الأهل وعلى حسابهم. وقد وصلت نسبة الطلاب العرب في جهاز التعليم الحيفاوي الى اكثر من 14% وهي أعلى من نسبة السكان العرب التي وصلت الى 12%.

 

 المدارس البلدية والحكومية:

الحضانات:
للأسف، تواصل وزارة التربية وبلدية حيفا تجاهلها لمسؤوليتها بتوفير “حضانات يومية” للاطفال (اجيال ستة اشهر حتى 3 سنوات) بتمويل وزارة التربية. وعلى الرغم من المطالبة بهذا الحق والواجب الا ان البلدية تتقاعس في تخصيص الارض وبدء مرحلة بناء الحضانات اليومية في مختلف الآحياء، كما يحدث في الآحياء اليهودية.
وبسبب هذا النقص قامت اطر أهلية بتوفير الاطر التربوية ولكن ايجاد الاطر بقرب مكان سكن العائلات العربية محدود، بسبب تركيز غالبية المؤسسات التربوية في مناطق وادي النسناس وعباس.
قامت مدرسة راهبات الناصرة بالسنوات الاخيرة ببناء حضانات عصرية، لتقدم الخدمة التي من المفروض ان تقدمها وزارة التربية والبلدية.
الابتدائيات
على الرغم من التغيير في مبنى ميزانية التعليم التفاضلية ما زلنا نجد مدارس غير ملائمة لحاجات الطلاب والمعايير العصرية من ناحية البنية التحتية والغرف التدريسية والساحات وتكلفة المعلمين.
ما يحدث في مدرسة “حوار الرسمية” من ناحية استصلاح البناية وتوفير الغرف التعليمية والمختبرات هو نموذج لتنصل وزارة التربية التي تتجاهل مسؤوليتها وتلقي بها على بلدية حيفا.
تحتاح الابتدائيات الحكومية والاهلية الى توسيع مرافقها، بما في ذلك ساحات ومختبرات ومكتبات وغرف تدريسية. وللأسف هناك غياب لخطة عمل متكاملة لتطوير البنية التحتية للتعليم العربي في حيفا، يشمل بناء حضانات وابتدائيات باحياء دخلت اليها العائلات العربية مثل غرب حيفا.

الصراع على القبول للمدارس الثانوية البلدية:

لأسباب لا نريد الخوض فيها، هناك صراع بين الطلاب وعائلاتهم على مقاعد في مدرسة الكرمة الثانوية على الرغم من توفر مقاعد شاغرة في مدرسة المتنبي. وقد قام الطاقم التربوي في مدرسة المتنبي بفتح مساقات تربوية جديدة تستحق التقدير والتشجيع.
يحتاج جهاز التعليم الثانوي العربي الى بناء علاقة تكاملية وتعاون بين المدارس من خلال تنظيم طاولة حوار بين القيادات التربوية لبلورة خطة عمل تخدم طلاب المدينة. فالمشاكل التي تعاني منها بعض المدارس الثانوية هي نتيجة تجاهل الأزمات الاجتماعية في بعض الأحياء وأهمية توفير الموارد المهنية والمالية في الحضانات والابتدائيات والاعداديات.

مشكلة التسرب
يعاني جهاز التربية العربي في مدينة حيفا من عدم معالجة جدية لمشكلة التسرب في المدارس بشكل عام وبالثانويات بشكل خاص. هناك تسرب لطلاب يتم اخراجهم من المدارس لمساندة عائلاتهم اقتصاديا في المدارس الاعدادية ولللاسف يتم تجاهل هذه الظاهرة على الرغم من أهميتها.
يؤدي التسرب في الابتدائيات والاعداديات الى أزمة تسرب في المدارس الثانوية. على قسم التربية في البلدية معالجة هذه القضية وايجاد الاطر الملائمة لكل طالب وطالبة وعدم السماح بتسرب علني او سري من الاطر التربوية.
فحص ظاهرة التسرب ومعالجتها يتطلب توفير الحلول للعائلات التي تعاني من أزمات اجتماعية وافقار وبطالة.

المدارس الاهلية:
تتفاقم أزمة المدارس الأهلية التي لا تحصل على 100% من تمويل وزارة التربية والتعليم والبرامج المرافقة مثل “أفق جديد”. ونلحظ مع بداية العام الدراسي مغادرة عدد من المعلمين والمعلمات للمدارس الأهلية للحصول على كامل حقوقهم في المدارس الحكومية، حسب اتفاقات نقابات المعلمين. يستحق هذا الموضوع معركة لمواجهة سياسة التمييز التي تمارس بحق الطلاب والمعلمين في المدارس الأهلية من قبل وزارة التربية.
لا يعني التمييز برصد الميزانيات عزوف الطلاب والأهالي عن المدارس الأهلية، فأزمة ثقة العائلات العربية تجاه التعليم الرسمي مستمرة مما يؤدي الى الضغط المتواصل على المدارس الأهلية لقبول عدد اكبر من الطلاب على الرغم من محدودية الغرف التدريسية والمرافق.
ونشهد بالسنوات الاخيرة توسيع للمدارس الأهلية على حساب التعليم الحكومي.

مدرسة “حوار الأهلية”
تواصل ادارة مدرسة حوار الأهلية معركتها للحصول على بناية من بلدية حيفا وعلى حق طلابها بالتمويل الكامل من وزارة التربية والبلدية. وتقوم جمعية “حوار” بجمع التبرعات للحفاظ على هذا الاطار المستقل وتطويره. وتعتبر تجربة المدرسة من أهم تجارب تحمل الأهل في المدينة لمسؤولياتهم تجاه اولادهم وبناتهم وبناء اطار أهلي مستقل يقدم خدمات تربوية تختلف عن الخدمات التي تقدمها الاطر الكنسية والبلدية.
على الرغم من مسؤولية البلدية والوزارة تجاه هؤلاء الطلاب تماطل المؤسسات الرسمية بتوفير حيز ملائم لهؤلاء الطلاب.

المدرسة ثنائية اللغة
تمكنت المدرسة ثنائية اللغة هذا العام من الحصول على بناية خاصة فيها من وزارة التربية وبلدية حيفا. وقد خاض أهالي الطلاب معركة طويلة للحصول على هذا الحق بمدينة كان من المفروض ان توفر فيها البلدية مدرسة ثنائية القومية واللغة. يشار الى ان ادارة المدرسة تبذل كل جهدها للحفاظ على معادلة متوازنة لعدد الطلاب العرب واليهود. وقد نجحت في اجتياز المرحلة الصعبة التي رافقت العلاقات بين اليهود والعرب منذ 7.10.2023 .

الطبقية في جهاز التعليم
يساهم جهاز التعليم العربي في مدينة حيفا بتعميق الفجوات الطبقية بسبب تقاعس وزارة التربية وقسم التربية في البلدية. حيث نشهد اصطفاف حسب أحياء، ووضع اقتصادي اجتماعي ومناطق سكن بين طلاب المدارس الاهلية والمدارس البلدية.
يتعمق هذا الاصطفاف بتوفير اطر التعليم المكمل والدروس الخصوصية. حيث توفر بعض الجمعيات اطر التعليم غير المنهجي ومنها تعليم الموسيقى في الكونسفتور على حساب الأهل. ولا يحصل الطفل من الاحياء الفقيرة والطبقات المهمشة على هذه الفرص. تتحمل وزارة التربية مسؤولية توفير برامج تعليم غير منهجي لكافة الطلاب من كل المدارس وداخل الاحياء وبساعات بعد الظهر والمساء. فيحق لابن وبنت حي الحليصة او وادي الجمال الحصول عل دورات الموسيقى والمسرح كما يحق لكل طالب في الأحياء اليهودية.

التعليم العالي
يتوجه أغلب خريجي المدارس الثانوية نحو التعليم العالي والتدريب المهني حيث توفر حيفا معاهد مثل جامعة حيفا والتخنيون والهندسئيم وكليات تعليم التمريض وغيرها. لا تحصل المدارس الثانوية على الموارد المساندة لتقديم التوجيه المهني والمعلومات للطلاب في المدارس الثانوية لتسهيل عملية اختيار المسار المهني. وبسبب توفر أماكن العمل بالمقاهي والمطاعم والمتاجر نجد تأخر في بدء الدراسة الجامعية بين جزء كبير من الشباب والصبايا في المدينة. يجب على مؤسسات التوجيه والارشاد التي تحصل عل ميزانيات من مجلس التعليم العالي ووزارة الصناعة توفير ارشاد للشباب والصبايا بين اعمار 15-24 سنة.
معطيات النجاح في البجروت في المدارس العربية لعام 2023
• الكلية العربية الأرثوذكسية نسبة 99.2%،
• مدرسة راهبات الناصرة بنسبة 98.9%.
المدرسة الإيطالية الكرمليت فأحرز طلابها 89.1%،
• الكرمة الثانوية 81.1%،
• مدرسة الكرمل الثانوية 75.0%
• مدرسة المتنبي 64.9%.

أزمة السير ومواقف السيارات
تعاني احياء وادي النسناس وعباس من أزمات سير خانقة في ساعات الصباح وساعات الظهر بسبب تركيز المدارس بهذه المناطق. يمكن تخفيف معاناة السكان والأهل والطاقم التربوية من خلال وضع برنامج مروري وتنسيق بين المدارس. فالعملية التربوية لا تنتهي مع نهاية عملية التدريس الرسمية وعلينا إيجاد الحلول لوصول أمن للطلاب الى بيوتهم وما يحدث صباح وظهر كل يوم يشكل خطر على الطلاب ويمكن معالجته من خلال تعاون بين المدارس والأهالي ووزارة المواصلات وبلدية حيفا .

نتمنى لطلابنا النجاح والأمان والصحة ونتوقع ان تقوم المؤسسات الرسمية والأهلية بالعمل على معالجة التحديات التي ذكرت في المقال والتي تهدف الى تصليح الوضع القائم لمصلحة طلابنا وطالباتنا وضمان نجاحهم في الحياة المهنية والشخصية.

 

اشترك في القائمة البريدية
ادخل بياناتك لتبقى على اطلاع على اخر المستجدات
ارسل